نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 432
يجد نقص الحيرة
وكرب الوجوم؛ ولم تكن للنفوس آمال ولم تتشعّبها الأطماع.. ولو كان الأمر على ما يشتهيه الغرير والجاهل بعواقب الأمور، لبطل النّظر وما يشحذ عليه، وما يدعو إليه، ولتعطّلت الأرواح من معانيها، والعقول من
ثمارها، ولعدمت الأشياء حظوظها وحقوقها)[1]
وقال النورسي:
(قال أهل العقول والخبرة: إنما تعرف الأشياء بأضدادها، فلولا تجربة الحاجة لما كان
في الكسب لذة، ولولا تجربة العجز لما كان في القدرة لذة، ولولا العلّة لكانت
العافية بلا لذة. وقد أراد الله أن يجعل تجربة المعاناة وآلامها سببًا لمعرفة
الخير ونعيمه، ليعرف العبد فضل الله عليه، وليتذوق بلسان التجربة عذوبة النعمة فلا
يزهد في قدرها، ويدرك أنه يَفضُل بقية الخلق بما حظي به من خير)[2]
وقد لخص الطبيب
الدكتور [براند] تجربته مع الألم في آخر أيام حياته بقوله: (اعتقدت في فترة من
فترات العمر أنّ الألم هو نقيض السعادة. وكنت أرسم رسمًا توضيحيًا للحياة، وهو
عبارة عن رسم بياني ذي قمة على كلّ جانب، ومكان منخفض في الوسط. تمثّل القمّة
اليسرى خبرات الألم والحزن المؤلم، وتمثّل القمّة اليمنى السعادة والابتهاج، وبين
القمتين توجد الحياة العادية الهادئة. وأعتقد أن هدفي من ذلك هو أن أوجّه بحزم نحو
السعادة وأبتعد عن الألم. ولكنني الآن أرى الأمور بطريقة مختلفة، فلو رسمت مثل هذا
الرسم البياني اليوم، فسوف تكون فيه قمّة واحدة في المنتصف، وما حولها سهول. هذه
القمة هي الحياة التي يلتقي فيها الألم والسرور، والسهول المحيطة بها هي النوم
واللامبالاة أو الموت)[3]
[1] الجاحظ، الحيوان (بيروت: دار الكتب العلمية،
1424ه)ـ، 1/134-135.