responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 465

غير حاصر، ذلك أن هنالك شقاً ثالثاً وهو إتيانهم بما لا يصل إليه العقل بالطاقات الميسورة له، فعقل الإنسان وتفكّره قاصر عن نيل الكثير من المسائل.

ومن الشبهات التي ذكرها الربوبيون أيضا ادعاؤهم أن (العقل قد دل على أن الله تعالى حكيم، والحكيم لا يتعبّد الخلق الاّ بما تدل عليه عقولهم، وقد دلّت الدلائل العقلية على أن للعالم صانعاً عالماً قادراً حكيماً، وأنه أنعم على عباده نعماً توجب الشكر. فننظر في آيات خلقه بعقولنا، ونشكره بآلائه علينا. وإذا عرفناه وشكرنا له، إستوجبنا ثوابه. وإذا أنكرناه وكفرنا به، إستوجبنا عقابه. فما بالنا نّتبع بشراً مثلنا؟)

والجواب على هذا هو ـ بالإضافة إلى ما ذكر في رد الشبهة الأولى ـ هو أن كثيراً من الناس لا يعرفون كيفية الشكر، فربما يتصورون أن عبادة المقرَّبين نوع شكر لله سبحانه. فلأجل ذلك ترى عبدة الأصنام والأوثان يعتقدون أن عبادتهم للمخلوق شيئاً موجباً للتقرّب.

بالإضافة إلى أن تخصيص برامج الأنبياء بالأمر بالشكر والنهي عن كفران النعمة، غفلة عن أهدافهم السامية، ذلك أنهم جاءوا لإسعاد البشر في حياتهم الفردية والاجتماعية، ولا تختص رسالتهم بالأوراد والأذكار، وإنما لأهداف أخرى أكبر بكثير.

ومن الشبهات التي ذكرها الربوبيون أيضا ادعاؤهم أن (العقل دل على أن للعالم صانعاً حكيماً، والحكيم لا يتعبدّ الخلق بما يَقْبُح في عقولهم، وقد وردت أصحاب الشرائع بمستقبحات من حيث العقول، كالتوجه إلى بيت مخصوص في العبادة، والطواف حوله، والسعي، ورمي الجمار، والإِحرام، والتلبية، وتقبيل الحجر الأصمّ. وكذلك ذبح الحيوان، وتحريم ما يكون غذاءً للإنسان، وتحليل ما يُنقص من بنيته)

والجواب على هذا هو ـ بالإضافة إلى ما ذكر في رد الشبهات السابقة ـ هو أن هذا الدليل مبني على الجهل بمصالح الأحكام ومفاسدها، ولذلك فإن زعم هذا المنكر أن ما جاء في شريعة الإسلام من حج بيت الله الحرام بآدابه الكثيرة، أمر على خلاف العقل، ولكن

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 465
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست