نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 47
وسبب ذلك هو أن
الفطرة قابلة للتغير والانحراف بفعل مؤثرات خارجية، وهذا الانحراف كان هوالسبب في
وجود الوثنيات والشرك في الأمم السابقة، وهوأيضا سبب الشرك والضلال في زمننا
الحاضر.
2 ـ برهان الصديقين:
وقد سمي بهذا
الاسم لكونه لم يستخدم أي واسطة لإثبات ذات الحق[1]، فالاستدلال فيه على ذات الله بالله، خلافا
للقاعدة العامّة للاستدلال، والتي تنص على أنه لا بدّ أن يكون لكلّ برهان حدّ أوسط
لإثبات مطلوبه، كما فعل المتكلّمون الذين اتّخذوا من حدوث العالم واسطة لإثبات
وجود الله بوصفه [محدث الأشياء]، أو ظاهرة النّظام في العالم لإثبات المنظّم.. أو
كما فعل أرسطو عن طريق الحركة، استنادا إلى أن كلّ حركة تتطلّب محرّكاً، وكلّ
المحرّكين يجب أن ينتهوا إلى محرّك غير متحرّك، ومن ثمّ أثبتوا وجود الله بوصفه
[المحرّك الأول]
وهكذا نرى في
جميع هذه الاستدلالات أنه اتُّخذ عالم المخلوقات واسطة، فانتقلوا من الشاهد إلى
الغائب، ومن العيان إلى الخفاء.
وتقرير هذا
البرهان هو: إنّ حقيقة الوجود موجودة، أي إنّها عين الموجودية ويستحيل عليها
العدم، ثم إنّ حقيقة الوجود في ذاتها، أي في موجوديتها وواقعيتها، ليست مشروطة بأي
شرط وليست مقيّدة بأي قيد.
فالوجود بحكم
كونه وجوداً موجود، وليس لوجوده مناط أو ملاك ما، وليس بفرض
[1] انظر: أصول الفلسفة والمنهج
الواقعيّ، ج2، ص 648، وقد عرضت للتفاصيل الكثيرة المرتبطة به وبتقريراته في
كتاب[الهاربون من جحيم الإلحاد]، واقتصرت هنا باختصار على تقرير الملا صدرا له.
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 47