نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 58
لعدم الحادث؛
ومن هنا يقال: (علة العدمِ، عدم العلة)
ومن أحسن
تقريراته للدليل الوجودي ما عبر عنه بقوله: (إني لأتصور هذه المشابهة المتضمنة
لفكرة الله بعين الملكة التي أتصور بها نفسي، أي أني حيث أجعل نفسي موضوع تفكيري،
لا أتبين فقط أني شيء ناقص، غير تام، ومعتمد على غيري، ودائم النزوع والاشتياق إلى
شيء أحن وأعظم مني، بل أعرف أيضاً وفي الوقت نفسه أن الذي اعتمد عليه يملك في ذاته
كل هذه الأشياء العظيمة التي أشتاق إليها، والتي أجد في نفسي أفكارً عنها، وأنه
يملكها لاعلى نحو معين أو بالقوة فحسب، بل يتمتع بها في الواقع وبالفعل وإلى غير
نهاية، ومن ثم أعرف أنه هو الله)
وعبر عنه في محل
آخر، فقال: ما دمتم لا تنظرون إلى أنفسكم.. فانظروا إلي أنا جيدا.. انظروا إلى
ديكارت.. وسترون أنه موجود غير تام الكمال.. بل ناقص.. وهو ليس الكائن الوحيد في
الوجود، إذ لابد لوجوده من علة.. والعلة لابد أن تكون مكافئة على الأقل للمعلول إن
لم تكن أكثر منه فضلاً وكيفاً.. وبما أن ديكارت الذي يقف أمامكم ليس علة لوجود نفسه،
إذ لو كان كذلك لاستطاع أن يحصل من نفسه لنفسه على كل مايعرف أنه ينقصه من
الكمالات، لأن الكمال ليس إلا محمولاً من محمولات الوجود، والذي يستطيع أن يهب
الوجود يستطيع أن يهب الكمال.. والتأمل في هذا يدلكم على وجود علة وجوده، وهي ذات
تتوفر على كل ما لا يمكن تصوره من الكمالات وهذه هي ذات الله تعالى [1].
وعبر عنه في محل
آخر مخاطبا به بعض المهندسين والرياضيين، فقال: كما أن فكرتنا عن المثلث تستتبع أن
تكون زواياه الداخلية مساوية لقائمتين (180 درجة)، كذلك فإن
[1] الفلسفة الحديثة من ديكارت إلى هيوم، ص 97. وانظر:دراسات في الفلسفة
الحديثة والمعاصرة، د/ يحي هويدي، ص 46.. بتصرف.
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 58