نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 66
وقد شاء الله أن
يكون ذلك التفكير هو المقدمة التي أركب بها سفينة الإيمان، لأجلس فيها معكم هذا
المجلس..
والبداية كانت
مع القوانين الفيزيائية والكيميائية التي بهرتني بثباتها الذي لولاه لم يكن الكون
بالصورة التي هو عليها.. بل لولاه لم تكن هناك علوم ولا معارف أصلا، فهي جميعا
وليدة للثبات الذي بنيت عليه قوانين الكون ونواميسه.
من الأمثلة على
ذلك[1] قوانين [الانصهار والجمود] في المعادن..
فالمواد الصلبة تتحول إلى حالة سائلة بالانصهار.. ولولا هذه الخاصة لم نتمكن من
استخراج المعادن من مظانها لاختلاطها بالتربة.. وكيف يمكن أن نعيد تشكيلها لولا
انصهارها وتجمدها.. فبالانصهار والتجمد نأخذ المعادن من أعماق الأرض، وبهما نشكل
المعادن كما نريد.. وقد جعلني هذا أتساءل عن المقنن الذي وضع لها هذه القوانين،
والتي كانت سببا في الاستفادة منها، ولولا ذلك لم يستفد منها أحد.
ومن الأمثلة على
ذلك قوانين [التبخر والتكثيف]، فلولا هذان القانونان لم تنزل الأمطار، ولم تتشكل
ذلك أن البحر الملح الأجاج، هو الذي يتبخر ماؤه بفعل أشعة الشمس ليتشكل منه الماء،
فمن الذي قنن قانون ذلك التبخر؟.. ومن قنن قانون التكثيف حيث يتحول الماء إلى
بخار، والبخار إلى ماء دون أن تعلق المواد الراسبة في السائل في البخار؟
مع العلم أنه
لولا هذين القانونين.. قانون التبخر والتكثيف.. لما كانت أمطار، ولما كانت مياه
عذبة نشربها، ونرتوي بها.
وهكذا رحت أنظر
في ظاهرة الذوبان.. فلولا ذوبان أملاح المعادن في الماء لما أمكن للنبات أن يأخذ
كل المعادن من التربة.. فكل أملاح المعادن تذوب في الماء، ثم يصعد الماء
[1] موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة: محمد راتب النابلسي.
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 66