نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 97
والجواب عن هذا
هو أنه لو كان الكونُ هو الذي سنَّ هذه القوانين لنفسه، لاستطاع أن يُغيِّرَها كما
يشاء، لكن الواقع أنه لا يستطيع تغييرَها، ولا الخروج عنها، وإنما هي مفروضةٌ عليه
فرضًا؛ فدلَّ ذلك على أن هذه القوانينَ ليست مِن الكون نفسِه.
قد يقال: فلم لا
نقول بأن الذي سنَّ هذه القوانينَ هي القوانينُ نفسُها؟
والجواب عن هذا
هو أن هذا تصويرٌ للقوانين على أنها فاعلٌ محرك، وهذا تصوُّر غير صحيح، والواقع
يرفضه؛ لأن القوانينَ مجردُ وصفِ سلوك الظواهر الطبيعية التي تحدُثُ في الكون
وتتكرَّر تحت نفس الظروف، وليست هي الفاعلَ المحركَ للكون.
قد يقال: فلم لا
نقول بأن الذي سنَّ قوانينَ الكون هي الصدفةُ؟
والجواب عن هذا
هو أن الصُّدفةَ تصف كيفية الحدث، ووصفُ كيفية حدوث الفعل لا ينفي وجودَ فاعلٍ
له.. ومعنى أن الفعلَ حدَث صدفة أنَّ الفعل حدَث دون قصدٍ وترتيب مسبق مِن الفاعل،
وليس أن الفعلَ ليس له فاعلٌ.
بالإضافة إلى
ذلك، فإن العلامة المميزة للصدفة: هي عدمُ الثبات، وعدم الاطِّراد، بينما قوانينُ
الكون ثابتةٌ مطَّردة.. والصُّدفة لا تنتج قوانينَ مطردة ثابتة.. ولو سلَّمنا
جدلًا وتنزُّلًا أنها أنتجت قوانينَ مطردة، فسَرْعان ما تزول هذه القوانينُ.
ولذلك كله فإن
ما ذكروه أصعب هضما للعقل من إسناده إلى خالق عظيم، كما عبر عن هذا المعنى العالم
المختص في علم الأحياء والنبات [رسل تشارلز آرنست] بقوله: (الواقع الذي ينبغي أن
نسلم به هو أن جميع الجهود التي بذلت للحصول على المادة الحية من غير الحية، قد
باءت بخذلان وفشل ذريعين.. ومع ذلك فإن من ينكر وجود الله لا يستطيع أن يقيم
الدليل المباشر للعالم المتطلع على أن مجرد تجمع بعض الذرات والجزيئات عن طرق
المصادفة، يمكن أن يؤدي إلى ظهور الحياة وصيانتها وتوجيهها بالصورة التي شاهدناها
في الخلايا الحية. وللشخص مطلق الحرية في أن يقبل هذا التفسير لنشأة الحياة،
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 97