responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 98

فهذا شأنه وحده. ولكنه إذ يفعل ذلك فإنما يسلم بأمر أشد إعجاز وصعوبة على العقل من الاعتقاد بوجود الله الذي خلق هذه الأشياء ودبرها)[1]

وذلك لكون (المادة لا يمكن أن تكون مطلقا مبدأ حياة ولا مصدر، لأن ما كان خاليا من شيء قوة وفعلا لا يمكنه مطلقا أن يكون مصدرا له، ومادة الخالية من الحياة بالقوة والفعل، فإذا لا يمكن أن تكون مصدرا للحياة. أما خلوها من الحياة فعلا فبالمشاهدة، لأن كلا يرى أن المادة عرية منها، وإلا لاقتضى أن تحرك نفسها فعلا بأن تنمو أو تحس أو تعقل، وذلك ظاهر البطلان ظهور الشمس في رابعة النهار. وأما خلوها منها بالقوة ؛ فلأنها لو قدرت أن تبرز الحياة ذات يوم لقدرت أن تبرزها الآن ؛ لأن طبائع الأشياء ثابتة لا تتغير، فكما كانت من قبل فهي الآن، ولا يمكن أن توجد في وقت وتضمحل في آخر، وذلك مقرر في مبادئ العلوم الطبيعية الثابتة، فما شوهد قط ولا يشاهد أدنى أثر للحياة في المادة ؛ فإذا ثبت الافتقار إلى موجد هو مسبب الأسباب)[2]

ثالثا ـ إسناد الخلق للصدفة والعشوائية:

وهي من المغالطات التي يستعملها أكثر الملاحدة، فهم يذكرون ـ بصيغ مختلفة ـ أن كل ما نراه من أنواع الجمال والنظام، والإبداع والإتقان ليس نتاج خلق إلهي محكم، وإنما هو ثمرة لصدفة[3] عشوائية تنقلت طورا فطورا إلى أن تحولت إلى العالم الذي نراه بأحيائه

 


[1] الله يتجلى في عصر العلم، 79، مقالة (الخلايا الحية تؤدي رسالتها)، لرسل تشارلز آرنست.

[2] دلائل التوحيد للقاسمي، 101..

[3] يقصد بالصدفة عدة معانٍ، منها: حدوث الشيء دون علة؛ كغليان الماء دون أي سبب، وهذا مستحيل؛ فمن المستحيل حدوث شيء دون علة وسبب.. ومنها: حدوث الشيء بعلة مجهولة، مثل صديق كان يمشي في شارع لزيارة أحد أقاربه، فوجد صديقًا له كان ذاهبًا لشراء طعام من السوق صدفة، وهنا ترافق وتزامن.. ومنها: حدوث الكون وانتظامه عبر سلسلة من العلل غير العاقلة وغير المدركة، ومنها: التقاء عرضي لسلسلتين من الأسباب، ومنها: توفر مجموعة من العوامل بطريقة غير واعية لتُشكل ظاهرة..

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست