نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 163
معاوية..
والصحبة المزيفة
في اليوم الثالث عشر من زيارة صاحبي الوهابي، ذهبت إلى المسجد الجامع
لأداء صلاة الجمعة، معاهدا الله في طريقي إلى المسجد أن لا أنشغل عن الخطبة بأي
شاغل، وأن أنفذ كل ما فيها حرفا حرفا وكلمة كلمة لأتحقق في ذلك بما وصف الله به
المؤمنين حين قال: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ
أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)
(الزمر:18)
لكني بعد أن طبقت المعاهدة الأولى، فاستمعت إلى حروف الخطبة
وكلماتها، ولم يفتني منها حرف واحد ولا كلمة واحدة، احترت في المعاهدة الثانية إذ
أن تنفيذها يحتاج مني إلى جهد كبير، وإلى معاصي كثيرة، وإلى نفس ممتلئة حقدا، وقلب
ممتلئ ضغينة، ويد يسهل عليها أن تبطش بما تشاء وكيف تشاء، وبطن يأكل ما هب ودب غير
مراع حلا ولا حرمة، ولم يكن من السهل علي أن أحصل كل هذه الوسائل.
لقد بدأ الخطيب خطبته حول صحابة النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وفضلهم وضرورة الاقتداء بهم.. وكنت أصغي إلى ذلك متأثرا، وفي خيالي
بلال وعمار وأبو ذر والمقداد وسلمان وغيرهم من الصادقين السابقين الذين تضمخت
الدنيا بعطر جمال سيرهم، وحسن أخلاقهم، وعظيم تدينهم، وعظم صحبتهم.
لكن الخطيب صاحب اللحية الطويلة والقميص القصير راح يفسد ما بدأه،
ويطبق مواصفات الجمال على الدمامة، ومواصفات التدين على النفاق،
نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 163