نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 164
ومواصفات الصحبة الراقية على الصحبة المزيفة..
فبعد أن ملأ عقول الناس وقلوبهم بمحبة الصحابة، راح ينتقل من الجملة
إلى التفصيل ليضرب المثال بمعاوية بن أبي سفيان.. واصفا له بأوصاف تنهد لها
الجبال، ضامنا له الجنة، وضامنا لمن تكلم فيه العذاب، بل طالبا من ولي الأمر أن
يسلط سيف قهره على من تكلم في خال المؤمنين وكاتب الوحي وأول ملك في الإسلام، وأول
من ركب بحر الروم للغزو، وأول من اتخذ السيف لتأديب الناس بدلا عن العصى، وأول من
جلس في خطبة منبرية لترهل جسمه وعجزه عن القيام طويلا، وأول من أقام على رأسه
حرسا، وأول من قيدت بين يديه الجنائب، وأول من اتخذ الخصيان، وأول من قتل مسلما
صبراً، وأول من بلغ درجات المنبر خمس عشرة مرقاة، وأول من أخذ البيعة لابنه، وكان
يقول أنا أول الملوك[1].
وهذا ما جعلني محتارا في كيفية تقليد معاوية لأني أحتاج إلى محاربة
رجل في طهر علي وصفائه وسلامه وإيمانه.. وأحتاج أن يكون لي ابن كيزيد أعلمه كيف
يرتاد الحانات ويلاعب القردة.. وأحتاج إلى أن أقوم بانقلاب على دولة العدل مستغلا
أي قميص من القمصان.. وأحتاج أن يكون لي بطن كبطنه لآكل فلا أشبع، وأجمع فلا أمل..
[1]
نرى
الكثير من الخطباء البلهاء ينقلون هذه الأوليات ويعتبرونها من مناقبه غافلين عن
المعاني التي تنطوي عليها.
نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 164