نام کتاب : لحوم مسمومة رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 203
والأخيار.. ولكنهم غلطوا في تأويل بعض الصفات.. فهم خالفوا أهل السنة في
مسائل منها تأويل غالب الصفات، وقد أخطأوا في تأويلها، والذي عليه أهل السنة
والجماعة إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت)
قال القاضي: فما الذي تنكره عليهم في هذا القول؟
قال المدعي: هذا الكلام مخالف لطريقة أهل الحديث في التعامل مع المبتدعة،
ومخالف لقولهم في الأشعرية، فإن أهل السنة مجمعون على تكفيرهم، بل ومجمعون على
تكفير من لم يكفرهم، كما قال أبو عبدالله ابن بطة العكبري في (الإبانة الكبرى):
(اعلموا رحمكم الله أن صنفا من الجهمية اعتقدوا بمكر قلوبهم، وخبث آرائهم، وقبيح
أهوائهم، أن القرآن مخلوق، فكنوا عن ذلك ببدعة اخترعوها، تمويها وبهرجة على
العامة، ليخفى كفرهم، ويستغمض إلحادهم على من قل علمه، وضعفت نحيزته، فقالوا: (إن
القرآن الذي تكلم الله به وقاله، فهو كلام الله غير مخلوق، وهذا الذي نتلوه ونقرؤه
بألسنتنا، ونكتبه في مصاحفنا ليس هو القرآن الذي هو كلام الله، هذا حكاية لذلك،
فما نقرؤه نحن حكاية لذلك القرآن بألفاظنا نحن، وألفاظنا به مخلوقة).. فدققوا في
كفرهم، واحتالوا لإدخال الكفر على العامة بأغمض مسلك، وأدق مذهب، وأخفى وجه، فلم يخف
ذلك بحمد الله ومنه وحسن توفيقه على جهابذة العلماء والنقاد العقلاء، حتى بهرجوا
ما دلسوا، وكشفوا القناع عن قبيح ما
نام کتاب : لحوم مسمومة رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 203