نام کتاب : لحوم مسمومة رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 31
والثورات التي لا تمت إلى الدين بسبب..)( )
قهقه ربيع بصوت عال، وقال: إذا أخرجت اللحية والقميص والاسم وكل ما ذكرت من
الدين.. فما الذي بقي منه؟.. وكيف نفرق بين صعلوك شيوعي وتقي مسلم؟.. أم ننتظر حتى
يأتي وقت الصلاة لنفرق بينهما.
قال السائق: لقد أجاب مصطفى محمود على ذلك، فقال: (الدين حالة قلبية..
شعور.. إحساس باطني بالغيب.. وإدراك مبهم، لكن مع إبهامه شديد الوضوح بأن هناك قوة
خفية حكيمة مهيمنة عليا تدبر كل شيء.. إحساس تام قاهر بأن هناك ذاتا عليا.. وأن
المملكة لها ملك.. وأنه لا مهرب لظالم ولا إفلات لمجرم.. وأنك حر مسئول لم تولد
عبثا ولا تحيا سدى وأن موتك ليس نهايتك.. وإنما سيعبر بك إلى حيث لا تعلم.. إلى
غيب من حيث جئت من غيب.. والوجود مستمر.. وهذا الإحساس يورث الرهبة والتقوى
والورع، ويدفع إلى مراجعة النفس ويحفز صاحبه لأن يبدع من حياته شيئا ذا قيمة ويصوغ
من نفسه وجودا أرقى وأرقى كل لحظة متحسبا لليوم الذي يلاقي فيه ذلك الملك العظيم..
مالك الملك.. هذه الأزمة الوجودية المتجددة والمعاناة الخلاقة المبدعة والشعور
المتصل بالحضور أبدا منذ قبل الميلاد إلى ما بعد الموت.. والإحساس بالمسئولية
والشعور بالحكمة والجمال والنظام والجدية في كل شيء.. هو حقيقة الدين.. إنما تأتي
العبادات والطاعات بعد ذلك شواهد على هذه الحالة القلبية.. لكن الحالة
نام کتاب : لحوم مسمومة رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 31