نام کتاب : لحوم مسمومة رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 38
انتفض ربيع غاضبا، وهو يقول: ويلك.. كيف تتجرأ على رمي المحقق المدقق
بالمبالغة.. إن جميع كلماته موزونة بموازين دقيقة.. ألا تعرف موازين المحدثين..
إنهم لا يقولون لغوا.. إنهم لا يقولون كذبا.. إنهم لا يقولون زورا.. إنهم لا
ينطقون عن هوى.. إن كلامهم {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا
مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42]، ولهذا أبيحت لهم الغيبة التي حرمت على غيرهم.
ألا تعلم أن النيل من أهل الحديث ومن سار على نهجهم أمر عظيم، فبه صرف الناس
عن الحق الذي هم عليه، ولهذا شدد سلف هذه الأمة الصالحون المهتدون على من ينال
منهم أقل نيل، فعن سفيان الثوري أنه قال: (استوصوا بأهل السنة خيراً؛ فإنهم
غرباء.. والظاهر أن سفيان يريد أهل الحديث؛ لأن المنتسبين إلى السنة الذين يقابلون
أهل البدع في عصره كانوا أكثرية، والدولة والسلطان بأيديهم.
وقد فسَّر كل العلماء المحققين الغرباء والفرقة الناجية والطائفة المنصورة
بأهل الحديث وبأهل السنة، ومرادهم بأهل السنة أهل الحديث، وقد ورد في الحديث عن
النبي أنه
قال: (لا يزال ناس من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة)( )، وقد
سئل الإمام أحمد عن معنى هذا الحديث؟ فقال: إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب
الحديث؛ فلا أدري من هم؟!.. وقال فيهم حفص بن غياث: هم خير أهل الدنيا.. وعن بكر
بن عيَّاش أنه قال:
نام کتاب : لحوم مسمومة رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 38