من الإشكالات الكبرى التي يقع فيها من يحاول أن يحاور التيارات السلفية
المتشددة هو صعوبة البحث عن المنطق الذي يفكرون به..
ذلك أنه يتصور أنهم – كسائر الناس- يخضعون لمنطق واحد، مع أنهم ليسوا كذلك..
لأن لهم منطقهم الخاص، المختلف تماما عن منطق أرسطو الذي انتقده شيخهم - بل شيخ
الإسلام السلفي - ابن تيمية.. ولهم منهج تفكير مختلف كثيرا عن سائر المناهج التي
عهدها الناس.
وليس من السهل شرح هذا المنهج أكاديميا، ذلك أن اللغة الأكاديمية تتوقف
عنده، فلا تستطيع أن تصفه، ولا أن تحده، ولا أن تضبطه.. فلذلك كان الحل هو الوصف
الواقعي الفني لهذا المنطق.
وبناء على هذا كانت هذه الرواية الحوارية البسيطة، والتي تحاول أن تعبر عن
البنية العقلية والفكرية لهذه التيارات من خلال مصادرها التي تعتمدها، ورجالاتها
الذين تثق فيهم.
ونحن لم نفعل شيئا سوى أن أضفنا بعدا فنيا يقرب لنا الصورة.. أما ما عدا ذلك
فهي بضاعتهم التي يعرضونها في كتبهم ومواقعهم وقنواتهم وكل ما لديهم من إمكانات
إعلامية ضخمة.
والرواية تنقسم إلى قسمين:
في القسم الأول، والذي خصصناه بهذا الجزء نرى مواقف الاتجاه السلفي من