نام کتاب : لحوم مسمومة رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 40
وقال محمد بن أحمد بن البراء العبدي سمعت عثمان بن أبي شيبة يقول - وكان رأى
بعض أصحاب الحديث يضطربون – فقال: أما إن فاسقهم خير من عابد غيرهم.. وقال قتيبة
بن سعيد: إذا رأيت الرجل يحب أهل الحديث مثل يحيي بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن
مهدي وأحمد بن حنبل وذكر قوما آخرين فإنه على السنة ومن خالف هذا فاعلم أنه
مبتدع.. وقال أحمد بن سنان: ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث، وإذا
ابتدع الرجل نزع حلاوة الحديث من قلبه.
كان ربيع يخطب بقوة وحماسة، والزبد يتطاير من فمه، وجسمه يرتجف جميعا، وكنت
في ذلك الحين كالأبله أتفرج معجبا بحفظه وحماسه وطريقة نطقه بالألفاظ، ولم تكن لدي
أي مصفاة أزن بها كلامه، لأميز بين حقه وباطله، وعاقله ومجنونه.
بعد أن انتهى من خطبته الطويلة، قال له السائق: يا بني اسمعني جيدا.. الذي
أعلمه.. وأنا كما تراني إنسان أمي بسيط لا أحفظ ما تحفظ.. هو أن أهل الحديث وغيرهم
مهما جل قدرهم بشر قد يخطئون وقد يصيبون.. وقوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ
الْهَوَى } [النجم: 3] نزل في رسول الله ولم ينزل فيهم.
عاد ربيع إلى غضبه من جديد، وصاح في السائق: ويلك.. ثكلتك أمك.. أتتجرأ على
أهل الحديث.. ألا تعلم أنه قيل للإمام أحمد: يا أبا عبدالله! ذكروا لابن أبي قتيلة
بمكة أصحاب الحديث، فقال: أصحاب الحديث قوم سوء. فقام
نام کتاب : لحوم مسمومة رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 40