نام کتاب : لحوم مسمومة رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 50
لعذب وإن لم يبعث الرسل.
قال السائق: اسمعني يا بني جيدا.. إن بعض ما تقوله صحيح.. فقد تدخل بعض أهل
الكلام فيما يعنيهم.. ولكن ذلك لا يلغي أصل علمهم.. علم الكلام محاجة لأهل
الباطل.. وقد ضرب الله تعالى مثالا لذلك بإبراهيم عليه السلام: قَالَ تَعَالَى:{
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ
الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ
أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ
مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ
لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: ٢٥٨ ]
قال ربيع: اسمعني جيدا أيها المجادل عن أهل الباطل.. علم الكلام باطل، ولا
يدمغ الباطل إلا الحق، قَالَ تَعَالَى:{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى
الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا
تَصِفُونَ} [الأنبياء: ١٨].. محاجة إبراهيم للنمرود تعجيزية، وليست
عقليه، وعجزه يدل على صدق إبراهيم، وصدق الأنبياء يعرف بالمعجزات لا بالعقل..
قال السائق: ولكن الله تعالى ذكر أنه لقن إبراهيم عليه السلام الحجة، فقال:{
وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ
مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الأنعام: ٨٣]، وعلم
الكلام ليس سوى حجج واحتجاجات.
قال ربيع: حجة إبراهيم مستمدة من الرحمن، وحجة أهل الكلام مستمدة من
اليونان. فتأمل {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ}
فالحجة مستمدة من
نام کتاب : لحوم مسمومة رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 50