كنت في المستشفى مع صديقي الوهابي التائب، بسبب سهام الحقد التي أصابتنا من
القحطاني ونونيته( )، وبعد أن ارتفع عنا الخطر، وطلبنا العودة إلى بيوتنا، لم يؤذن
لنا حتى يتأكد الأطباء من سلامتنا تماما.
وبينما نحن كذلك، وقد غلب علينا الصمت والألم إذا بالممرضين يدخلون علينا
جمعا من الشباب يتألمون آلاما شديدة، فسألنا عن سر ما حصل لهم، فذكروا لنا أنهم
أكلوا لحوما مسمومة في الحي الجامعي الذي يسكنون فيه.
وهنا أصابت صاحبنا الوهابي التائب نوبة من النوبات التي كانت تعتريه أحيانا،
فراح يتنقل بينهم، ويقول: ما الذي حصل؟.. أي لحم أكلتم؟.. أي جيف سرطتم؟.. أي سم
بلعتم؟
ثم اقترب من أحدهم، وقال: لاشك أنك أكلت لحم الوادعي.. أعرفه.. إن لحمه
مسموم جدا.. لقد كان الجميع يتحدث عن ذلك.
واقترب من آخر، وقال: أما أنت.. فلا أظن إلا أنك أكلت لحم الحجوري.. إن لحمه
قد خزن كل أنواع السموم.. لا أظن إلا أنك لن تخرج من هذا المستشفى.
واقترب من آخر، وقال: أما أنت.. فلا أظن إلا أنك أكلت لحم المدخلي أو الحربي
أو التويجري أو الهلالي.. إن جميع لحومهم متشابهة.. إنها وسم