نام کتاب : دعاة على أبواب جهنم نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 27
فجاء فحطأني حطأة وقال : اذهب
وادع لي معاوية ، قال فجئت فقلت : هو يأكل ، قال : ثم قال لي : اذهب فادع لي
معاوية ، قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، فقال : لا أشبع الله بطنه[1].. فما تقول في هذا
الحديث؟
شعر الفارح ببعض الغيظ من السؤال،
لكنه تمالك نفسه، وقال بكل برودة: نعم الحديث صحيح.. فقد رواه مسلم.
ضجت القاعة، وأخذ الحضور ينظر بعضهم
إلى بعض، ويتساءلون: هل حقا هذا الحديث صحيح؟.. وهل كانت كل تلك الفضائل التي
ذكرها في شخص هذه صفاته..؟ وهل يجرؤ أحد من الناس على عدم إجابة رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لأجل بطنه؟.. كيف يستقيم هذا
ونحن في آخر الزمان نجد من يبيع كل من يملك لزيارة قبر رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، ويتحمل في سبيل ذلك كل أنواع
المعاناة؟
ضرب الفارح بيده على الطاولة التي
يجلس عليها، وهو يقول: اصبروا.. فللحديث وجوه من التأويل والفهم لا يمكن لأي كان
أن يدركها.. فهذه أحاديث رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)..
لقد ظن بعض المبتدعة أن هذا الحديث
من مثالب معاوية، بئس ما صنعوا ، بل الحديث منقبة من مناقبه الكبرى، وخصيصة من
خصائصه