نام کتاب : دعاة على أبواب جهنم نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 68
ليست غيره، فقد قال ذلك طوائف من أئمة أهل الكلام وفرسانُهم. وإذا حُقق
الأمر في كثير من هذه المنازعات لم يجد العاقل السليم العقل ما يخالف ضرورة العقل
لغير غرض.. وإن كان الإنكار لأنه لا يقال في صفات الله لفظ البعض فهذا
اللفظ قد نطق به أئمة الصحابة والتابعين وتابعيهم ذاكرين وآثرين. قال أبو القسم
الطبراني في كتاب السنة..عن ابن عباس قال: إذا أراد الله أن يخوف عباده أبدا عن
بعضه للأرض فعند ذلك تزلزلت.. وقد جاء في الأحاديث المرفوعة في تجليه سبحانه للجبل
ما رواه الترمذي في جامعه - وذكر بعض ما جاء من الأخبار التي فيها أنه ما تجلى منه
إلا مثل الخنصر-... وعن مجاهد عن عبيد بن عمير في قوله في قصة داود: وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ
[ص: 25]، قال: يدنيه حتى يمس بعضه. وهذا متواتر عن هؤلاء)[1]
ثارت ضجة بين الحضور، وقال بعضهم: أيمكن هذا؟.. أيمكن
أن يمس أحد الله؟ إن هذا لغريب..
قال السامري: دعكم من كل تلك الضلالات التي كنتم تتعلقون بها.. فالآثار
التي وصلتنا عن الرسول وورثته تدل على إمكانية ذلك.. بل حصوله.. فالله تعالى يمس
خلقه، ويمسونه.. وقد روى سلفنا الصالح في