responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 100

بل إما أن يصفوه بصفة المعدوم؛ فيقولوا: لا داخل العالم ولا خارجه، ولا كذا ولا كذا. أو يجعلوه حالاً في المخلوقات أو وجوده وجود المخلوقات، فبين ابن المبارك أن الرب سبحانه وتعالى على عرشه مباين لخلقه منفصل عنه، وذكر الحد. لأن الجهمية كانوا يقولون ليس له حد، وما لا حد له لا يباين المخلوقات ولا يكون فوق العالم لأن ذلك مستلزم للحد)[1]

وبناء على هذا الذي ذكره ابن تيمية وغيره من السلف، فإن البناء المعرفي عند السلفية في هذا الجانب ينطلق من اعتقاد تحديد الله.. ولهذا أولوا هذا الأمر أهمية كبرى، واعتبروه من أصول العقائد التي تفرق بين السني والبدعي، بل بين المؤمن والكافر.. فالمؤمن عندهم والسني هو الذي يقول بمحدودية الله .. والكافر والبدعي هو من يقول بعدم محدوديته.

ومن الكتب المؤلفة في هذا ما كتبه الحافظ محمود الدشتي بعنوان [إثبات الحد لله عز وجل وبأنه قاعد وجالس على عرشه]، والذي لقي العناية الكبيرة من السلفية الحديثة تحقيقا وطبعا ونشرا.

بعد هذا، فإن القول بالتحديد يقتضي البحث عن المقادير المرتبطة بالطول والحجم والكتلة ونحو ذلك.. ومع صعوبة هذا الأمر سنحاول هنا أن نذكر ما قالوه في أمثال هذه المسائل، وما رووه من روايات حولها.

وقد رأينا ـ من خلال استقراء ما ذكروه وما رووه ـ أن لجسم إلههم تقديرين مختلفين، بل متناقضين تماما: أحدهما كبير جدا.. والآخر صغير جدا.. وبينهما تقديرات أخرى..

وهذا مع غرابته إلا أنه الواقع .. فالتناقض الذي تعاملوا به مع النصوص المقدسة أو رثهم التناقض في كل المعارف التي اعتبروها حكرا لهم.

وسيرى القارئ الكريم ـ من خلال ما سنذكره من مقولاتهم ورواياتهم ـ أن كل


[1] نقض تأسيس الجهمية (1/442-443).

نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست