responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 123

سائر الأجسام مماثلة لذات الله تعالى في كونه ذاتا، والنص ينفي ذلك فوجب أن لا يكون جسما)[1]

ويدل عليه دلالة خاصة قوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) ﴾ [الإخلاص: 1، 2]، فاسم الله الأحد يشير إلى الوحدانية المطلقة لله في جميع جوانبها.

بالإضافة إلى هذا، فإن الرؤية التنزيهية لله تنزه الله تعالى عن الحاجة إلى الجارحة أو أي آلة، فهو يسمع من غير حاجة إلى أذن، ويبصر من غير حاجة إلى عين، وهكذا يفعل كل شيء من غير حاجة لأي شيء، لأنه الغني بذاته عن كل شيء، فلا يحتاج إلى شيء.

وهذا أيضا من المقتضيات العقلية التي تنزه الله عن الأعضاء.. فما حاجة الله العظيم لأعضاء لا يستعملها؟

هذه هي الرؤية التنزيهية لله تعالى.. وهي ـ كما رأينا ـ متوافقة مع القرآن والبرهان والعرفان.. ويشهد لها كل شيء.. وهي لبساطتها يسهل تقبلها والتسليم لها .. وهي لا تثير من الشبهات ما يثيره اعتقاد التركيب..

أما الرؤية السلفية لهذه المسألة العقدية الخطيرة، فهي مختلفة تماما .. ولذلك تعتبر ـ من وجهة نظر الرؤية التنزيهية ـ رؤية شركية، لأنها لا تنفي الكم المتصل.. وبذلك تقول بتعدد القدماء..

ولهذا أطلق الفخر الرازي على كتاب التوحيد لابن خزيمة وصف (كتاب الشرك)، لأنه اعتمد على ذكر ما يمكن اعتباره أبعاضا لله.. يقول في ذلك: (اعلم أن محمد بن إسحاق بن خزيمة أورد استدلال أصحابنا بهذه الآية في الكتاب الذي سماه «بالتوحيد»، وهو في الحقيقة كتاب الشرك، واعترض عليها، وأنا أذكر حاصل كلامه بعد حذف التطويلات، لأنه كان رجلا مضطرب الكلام، قليل الفهم، ناقص العقل، فقال: «نحن نثبت لله وجها ونقول:


[1] مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (27/ 582)

نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست