responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 202

 

وأباحَ طرفي نظرة ً أمَّلتهـــا فغدوتُ معروفاً وكنتُ منكَّراً

فدهشتُ بينَ جمالهِ وجـلالهِ وغدا لسانُ الحالِ عني مخبراً

فأدِرْ لِحاظَكَ في مَحاسِن وَجْهِهِ، تَلْقَى جَميعَ الحُسْنِ، فيهِ، مُصَوَّرا

لوْ أنّ كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورَة ً، ورآهُ كانَ مهلَّلاً ومكبَّراً

وما قاله الشاعر هنا خير دليل على سمو المعرفة التنزيهية وآثارها العظيمة في شفافية صاحبها وطهره وسمو روحه.

أما ما يذكره بعض أدعياء التنزيه من أنه يمكن أن يخلق الله للإنسان في الآخرة بصرا يتيح له أن يراه به، فإن مثله كمثل من يذكر أنه يمكن أن يخترع أحد من الناس جهازا يستطيع التوصل من خلاله إلى العدد الذي ليس بعده عدد، أو أن يكون للسرمدية بداية ونهاية .. وكل ذلك مستحيل.. والإحاطة بالله التي تقتضيها رؤيته أولى أن تكون مستحيلة.

هذا هو تصور الرؤية التنزيهية للصورة والرؤية، وتنزيه الله عنهما جميعا .. أما الرؤية التجسيمية، والتي تمثلها المدرسة السلفية، فلها وجهة نظر مختلفة تماما عن هذه المعاني المقدسة.. فهي مستغرقة في الحس استغراقا كليا .. حتى رؤية لله عندهم ـ والتي يبالغون في شأنها ـ إنما هي رؤية لصورة وجهه الحسي الجميل الذي لا يختلف في شكله العام عن وجه الإنسان إلا في أن الله أجمل من الإنسان بكثير..

أما الحضور مع الله، والشوق إليه، فهو عندهم جلوس حسي معه في الجنة كما يجلسون في الدنيا مع الملوك والأمراء.. ولهذا فإنه عند جلوسه معهم ـ كما يصورون ـ يطلب منهم ما يحتاجون من الصلات، ويصلهم بما يشاء منها.

وعلى العموم فإن حديثهم عن الله ورؤيته وجماله لا يكاد يختلف عن حديثهم عن الحور العين أو الولدان المخلدين .. أو قصور الجنة وأنهارها.

وسنذكر الأدلة على هاتين الناحيتين من خلال الرؤية التجسيمية التي تبنتها المدرسة

نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست