responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 47

الحديث من اليهود وغيرهم، وربما يعود ذلك لصلة مشايخهم الأوائل بالأئمة الكبار من أهل البيت عليهم السلام.. فقد كانوا تلاميذ نجباء لهم.. ولهذا نجد في التراث الصوفي الاستدلالات الكثيرة بكلمات الإمام علي أو غيره من الأئمة .. بالإضافة إلى ذلك فإنه لا تكاد تخلو سلسلة من سلاسل الصوفية من الرجوع في نهايتها للإمام علي.. بالإضافة إلى ذلك كله تلك المحبة العظيمة التي تمتلئ بها قلوب الصوفية نحو العترة الطاهرة.. ولعل ذلك ما حفظهم من الوقوع في براثن التشبيه التي وقع فيها الممتلئون بالنصب والعداوة لآل البيت الكرام، والذين آثروا أن يتولوا كعب الأحبار ووهب بن المنبه وغيرهم من أئمة التجسيم.

وهذا لا يعني أن الصوفية معصومون من الخطأ، أو أنه لم يتسرب لهم بعض التحريفات والتشويهات.. ولكن ذلك كله لا يساوي شيئا أمام ما وقع فيه المجسمة والمشبهة.

والمنهج الذي اعتمده الصوفية هو نفس ما ذكره قبلهم أئمة أهل البيت عليهم السلام من تطهير القلب ليصبح محلا للمعرفة التنزيهية.. لأن سبب التجسيم والتشبيه تلك الكدورة التي تملأ القلب بالكثافة، وذلك الران الذي يحول بين القلب وبين تجلي الحق فيه.

وبناء على هذا لم يهتم الصوفية كثيرا بالجدل للوصول إلى الحقائق كما فعل المتكلمون، ولم يهتموا بجمع الأحاديث كما فعل أهل الحديث.. بل اهتموا بتنقية القلب ليصبح أهلا لمعرفة الرب، لاعتقادهم أن الحجاب الحائل بين الروح والمعرفة أمر وهميّ عدميّ لا حقيقة له، وهو مرض القلب بأوصاف البشرية، فلو صحت لعرفت، كما عبر عن ذلك ابن عطاء الله بقوله: (اخرج من أوصاف بشريّتك عن كلّ وصف مناقض لعبوديّتك، لتكون لنداء الحقّ مجيبا، ومن حضرته قريبا)

وقد علق على هذه الحكمة الجليلة ابن عجيبة بقوله: (أوصاف البشرية: هي الأخلاق التي تناقض خلوص العبودية، ومرجعها إلى أمرين: الأول: تعلق القلب بأخلاق البهائم وهي

نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست