هكذا يتحدث
القرآن الكريم عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وكيف كانت أخلاقهم الرفيعة وآدابهم
العالية وإنسانيتهم السامية.
لكن الرؤية
السلفية ـ بفعل الأساطير التي سطرتها في كتب التفسير والحديث والعقيدة ـ نسخت هذه
الصورة الجميلة، ووضعت بدلها صورة قاتمة ممتلئة بالغلظة والقسوة لا تتناسب حتى مع
أجلاف الناس وغلاظهم.
وسنذكر هنا ثلاثة
نماذج عن تلك الصورة التي رسمتها السلفية عن ثلاثة من أنبياء الله العظام هم: موسى
وسليمان ويونس عليهم السلام مقارنة بالصورة القرآنية التي صورت لهم.
موسى (ع):
كما ذكرنا
سابقا فإن موسى (ع) ـ بالإضافة إلى كونه نبيا كريما من
أنبياء الله ـ كلف بإمامة قومه، وقبل ذلك كلف بإخراجهم من نير الاستعباد الذي
كانوا يعانون منه.
وقد ذكر
القرآن الكريم المواصفات التي استحق أن ينال بها رتبة المخلص لأمته، وأولها تلك
القوة في الحق، والتي جعلته يقوم بما يقوم به من أعمال قد يكون في ظاهرها بعض
الشدة، ولكن باطنها مملوء بالرحمة واللطف.
وكمثال على
ذلك يتعلق به المخطئة عادة، ويشوهون به صورة هذا النبي العظيم قتله للقبطي، مع أن
القرآن الكريم لم يذكر هذا ليجرمه، وإنما ذكره ليبين قوة موسى (ع) في نصرة الحق.. وليس في النص المقدس ما يدل على
معاتبة الله أو توبيخه.. وما حصل من موسى (ع) من استغفار شيء طبيعي بالنسبة لأرواح الأنبياء الشفافة شديدة الحساسية
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 139