وعلى أثرهم
يقول النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):﴿ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا
غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ (البقرة:285)
والمنشأ
الوحيد لهذا الطلب مرّة بعد أُخرى هو وقوفهم على أنّ ما قاموا به من الأَعمال
والطاعات وإن كانت في حد ذاتها بالغة حدّ الكمال لكن المطلوب والمترقّب منهم أكمل
وأفضل منه.
وهذا ما فسر
به منزهة الأنبياء من تفسيرهم لقوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):(إنه
ليغان على قلبي حتى أستغفر الله، وفي لفظ: وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة)[1].. فقد قال أبو الحسن الشاذلي في الحديث:
رأيت رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) فسألته عن حديث: (إنه ليغان على قلبي)، فقال:
(يا مبارك ذلك غين الأنوار)
وقال الشيخ
شهاب الدين السهروردي: (لا تعتقد أن الغين حالة نقص، بل هو حالة كمال.. فذلك مثل
جفن العين حين يمسح الدمع القذى عن العين، فإنه يمنع العين عن الرؤية، فهو من هذه
الحيثية نقص، وفي الحقيقة هو كمال.. فهكذا بصيرة النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
متعرضة للأغبرة الثائرة من أنفاس الأخيار، فدعت الحاجة إلى ستر حدقة بصيرته، صيانة
لها، ووقاية عن ذلك)