نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 141
وقال أبو
سعيد الخراز: (الغين شئ لا يجده إلا الأنبياء وأكابر الأبرار والأولياء، لصفاء
أسرارهم، وهو كالغيم الرقيق الذي لا يدوم)
وقال آخر: (لم
يزل (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) مترقيا من رتبة إلى رتبة، فكلما رقي درجة
التفت إلى ما خلفها، وجد منها وحشة لقصورها بالإضافة إلى التي انتهى إليها، وذلك
هو الغين، فيستغفر منه)[1]
وقد أورد
الشريف المرتضى ـ وهو من الذين اعتبرهم ابن تيمية مبتدعة بسبب قولهم بالعصمة
المطلقة للأنبياء ـ الإشكال الذي يورده المخطئة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام حول
قتل موسى (ع) للقبطي، فقال: (فإن قيل: فما الوجه في
قتل موسى (ع) للقبطي وليس يخلو من أن يكون مستحقا
للقتل أو غير مستحق، فإن كان مستحقا فلا معنى لندمه (ع)، وقوله: ﴿هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ﴾ [القصص: 15] وقوله:
﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي﴾ [القصص: 16]، وإن
كان غير مستحق فهو عاص في قتله، وما بنا حاجة إلى أن نقول إن القتل لا يكون صغيرة
لأنكم تنفون الصغير والكبير من المعاصي عنهم عليهم السلام)[2]
ثم أجاب على
ذلك بقوله: (مما يجاب به عن هذا السؤال إن موسى (ع) لم يعتمد القتل ولا أراده، وإنما اجتاز فاستغاث به رجل من شيعته على رجل
من عدوه بغى عليه وظلمه وقصد إلى قتله، فأراد موسى (ع) أن يخلصه من يده ويدفع عنه مكروهه، فأدى ذلك إلى القتل من غير قصد إليه،
فكل ألم يقع على سبيل المدافعة للظالم من غير أن يكون مقصودا فهو حسن غير قبيح ولا
يستحق عليه العوض به، ولا فرق بين أن تكون المدافعة من الانسان عن نفسه، وبين أن
يكون عن غيره في هذا الباب والشرط في
[1]
انظر هذه الأقوال وغيرها في: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (7/ 64(