نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 142
الأمرين أن يكون الضرر غير مقصود، وأن
يكون القصد كله إلى دفع المكروه والمنع من وقوع الضرر. فإن أدى ذلك إلى ضرر فهو
غير قبيح)[1]
وقد ربط
السبحاني في الرد على المخطئة في هذا بين فعل موسى (ع) والواقع الذي كان يعيشه، لأن للواقع دورا كبيرا في التمييز بين الجريمة
وغيرها، فقال: (قبل توضيح هذه النقاط نلفت نظر القارئ الكريم إلى بعض ما كانت
الفراعنة عليه من الأعمال الإجرامية، ويكفي في ذلك قوله سبحانه: ( إِنَّ فِرْعَونَ
عَلا فِي الأرضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ
يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ ويَسْتَحْي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدينَ
) (1)، ولم يكن فرعون قائماً بهذه الأعمال إلاّ بعمالة القبطيين الذين كانوا
أعضاده وأنصاره، وفي ظل هذه المناصرة ملكت الفراعنة بني إسرائيل رجالاً ونساءً،
فاستعبدوهم كما يعرب عن ذلك قوله سبحانه: ( وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ
أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ ).. وعلى ذلك فقتل واحد من أنصار الطغمة
الأثيمة التي ذبحت مئات بل آلاف الأطفال من بني إسرائيل واستحيوا نساءهم، لا يعد
في محكمة العقل والوجدان عملاً قبيحاً غير صحيح، أضف إلى ذلك أنّ القبطي المقتول
كان بصدد قتل الإسرائيلي لو لم يناصره موسى كما يحكي عنه قوله: (يقتتلان)، ولو
قتله القبطي لم يكن لفعله أيّ ردّ فعل ؛ لأنّه كان منتمياً للنظام السائد الذي لم
يزل يستأصل بني إسرائيل ويريق دماءهم طوال سنين، فكان قتله في نظره من قبيل قتل
الإنسان الشريف أحد عبيده لأجل تخلّفه عن أمره)[2]
ومما شوه به
السلفية موسى (ع) مما يتعلق بغضبه في الحق، ما فسروا به
قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا
قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ