responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 148

ملكه، وسلطانا هو أعظم من سلطانه، وهداك للإسلام وهو خير من ذلك كله) [1]

وهذا الجواب الذي أوردوه على لسان (ع) عجيب.. فهل هناك من يؤثر السطان والجاه على الوالد.. وهل يمكن لأي مال أو جاه أو سلطان أن يعوض المرأة عن أبيها؟

وهم لا يكتفون كذلك بهذا التشويه.. بل يفسرون قوله تعالى: ﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)﴾ [النمل: 20، 21]، والظاهر فيها أن سليمان (ع) قال ذلك بقصد التهديد.. لكن سلف السلفية حولوا منها قصة طويلة..

فقد رووا عن ابن عباس، في قوله: (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا) قال: نتف ريشه، ورووا عنه أن عذابه: نتفه وتشميسه، ورووا عن مجاهد: (نتف ريش الهدهد كله، فلا يغفو سنة)، ورووا عن ابن زيد: قيل لبعض أهل العلم: هذا الذبح، فما العذاب الشديد؟. قال: نتف ريشه بتركه بضعة تنزو[2].

وبذلك استطاع السلفية أن يشرعنوا تعذيب الحيوانات، ويجعلوا من سليمان (ع) قدوتهم في ذلك.. كما جعلوا من موسى (ع) قدوتهم في حرق النمل.

ولم يكتفوا بذلك أيضا، بل راحوا يفسرون قوله تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ﴾ [ص: 30 - 33] بما يتناسب مع الغلظة والخشونة التي صوروا بها الأنبياء عليهم السلام.

فقد ذكروا في تفسير الآيات الكريمة أن سليمان (ع) عرض عليه الخيل الجياد في وقت العصر، فألهاه هذا العرض عن صلاة العصر، فلما اقترب المغرب غضب وطلب من الله أن


[1] تاريخ الطبري (1/ 496)

[2] انظر الروايات التي أوردوها في ذلك في: تفسير الطبري (19/ 443)

نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست