نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 149
يرد الشمس بعد أن غربت ليصلي العصر
فردت.. وكصورة من غضبه على الخيل لأنها كانت السبب في فوات العصر وألهته عن الصلاة
قام وقطع سوقها وأعناقها مسحاً بالسيف[1].
ومن العجيب أن الطبري ـ وخلافا لعادته ـ رد هذا
القول على الرغم من أن القائلين به من أعلام السلف، وانتصر لرواية لابن عباس يقول
فيها: (جعل يمسح أعراف الخيل وعراقيبها: حبا لها)، والتي علق عليها بقوله: (وهذا
القول الذي ذكرناه عن ابن عباس أشبه بتأويل الآية، لأن نبي الله a لم يكن إن شاء الله ليعذب حيوانا بالعرقبة، ويهلك
مالا من ماله بغير سبب، سوى أنه اشتغل عن صلاته بالنطر إليها، ولا ذنب لها
باشتغاله بالنظر إليها)[2]
لكن هذه الحسنة، أو هذا الموقف الطيب للطبري لم يعجب
السلفية، فقد أورده ابن كثير ورد عليه بقوله: (وهذا القول اختاره ابن جرير، واستدل
له بأنه لم يكن سليمان (ع) ليعذب
حيوانا بالعرقبة، ويهلك مالا من ماله بلا سبب سوى أنه اشتغل عن صلاته بالنظر إليها
ولا ذنب لها.. وهذا الذي رجح به ابن جرير فيه نظر؛ لأنه قد يكون في شرعهم جواز مثل
هذا، ولا سيما إذا كان غضبا لله عز وجل بسبب أنه شغل بها حتى خرج وقت الصلاة؛
ولهذا لما خرج عنها لله تعالى عوضه الله تعالى ما هو خير منها وهي الريح التي تجري
بأمره رخاء حيث أصاب غدوها شهر ورواحها شهر، فهذا أسرع وخير من الخيل) [3]
هذه الرؤية
السلفية.. أما الرؤية التنزيهية للأنبياء عليهم السلام التي يبدعها السلفية، فقد
فسرت الآية على وفق مقتضى اللغة تفسيرا جميلا ينطلق من كمال الرسل عليهم السلام،
ويدل على مكانتهم الرفيعة، فقد قال السبحاني في الآية الكريمة بعد أن أورد الوجوه
النحوية في كل كلمة منها: (وتقدير الجملة: أحببت الخير حبّاً ناشئاً عن ذكر