responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 5

 

المقدمة

نستطيع من خلال التأمل في أسباب التيه الذي حصل للبشرية من لدن آدم (ع) إلى اليوم، وإلى آخر التاريخ، أن نجد سببا واحدا تختصر عنده الأسباب، وتجتمع عنده العلل.. وهذا السبب هو الإعراض عن النبوة، باعتبارها الحبل الممدود من الله إلى عباده، أو الواسطة التي يتصل الله من خلالها بعباده.

ذلك أنه عند الإعراض عن النبوة يدخل الهوى، ويدخل الشيطان، وتدخل أنانية الإنسان التي تصور له أنه يستطيع ـ وبمعزل عن خالقه ـ أن يدبر وجوده، ويقرر مصيره.. بل فوق ذلك تجعله يتصور أنه يستطيع أن يضع خارطة للوجود والقوانين التي تحكمه.

وللإعراض صور كثيرة.. أبرزها ما كان يفعله الملأ مع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من تكذيبهم وإيذائهم والكيد لهم والتنفير منهم.

ومنها تلك الخشونة، وذلك الجفاء الذي تعامل به أصحاب القلوب المريضة معهم، حتى لو لم ينكروا نبوتهم.

ومنها ـ وهو أخطرها ـ ذلك التشويه للنبوة، والتدنيس لقداستها، ليتحول النبي بموجب ذلك إلى إنسان عادي لا يختلف عن أي إنسان آخر.. وتصبح تلك الجوهرة المقدسة التي استطاع النبي من خلالها أن يكون أهلا لتواصل الله معه.. بل لجعله سفيرا من سفرائه.. جوهرة لا تختلف عن كل ما حولها من تراب وحجارة.. وتصبح تلك الشمس الممتلئة بالدفء والنور كوكبا خامدا لا حياة فيه، ولا شعاع يصدر منه.

وعندما نتأمل أكثر.. ونستعين في تأملنا بالقرآن الكريم.. يتوضح لنا أسباب كل هذه الإعراضات عن النبوة الظاهرة والباطنة.. أو ما اكتسى منها حلة المواجهة الصلبة، أو ما اكتسى منها حلة المواجهة الناعمة.

والسبب ـ كما يذكر القرآن الكريم ـ هو الإعراض عن السجود.. فإبليس أعرض

نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست