responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 55

والمناظر والمجاهد والعابد، وأن مثله كمثل بحر لجى لكنه عذب، محيط هادر لكنه فرات، (وهل يستطيع المرء - ولو أجاد السباحة - أن يغوص فى أعماق البحر، أو أن يهبط إلى قعر المحيط؟ كلا لا يستطيع، ولكنه يستطيع أن يطل إطلالة)[1]

لن أتدخل في ما قال هذا السلفي حول إمامه الأكبر ابن تيمية، ولكني فقط وددنا لو أن أمثال هذه الكلمات وغيرها قيلت عند الحديث عن عصمة الأنبياء الذين مرغت كرامتهم كما مرغت أخلاقهم في كتب السلفية جميعا.

ففي الوقت الذي يذكرون فيه عن سليمان (ع) وأنه كان له مئات النساء، وكان منشغلا بهن انشغالا كبيرا.. ولم يكفينه حتى أرسل إلى ملكة سبأ ليتزوجها.. ويذكرون مع ذلك قصصه مع نسائه وولعه بهن.. ويروون في ذلك عن سلفهم من اليهود ما يملأون به كل تفاسيرهم وكتبهم المخصصة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

في نفس الوقت نجدهم عند حديثهم عن ابن تيمية، يذكرون شخصا مختلفا تماما.. حيث يذكرون رجلا زاهد إلى درجة أنه في حياته كلها لم يتسن له الوقت ليتزوج.. وكان فوق ذلك كله مشغولا بفكرته وعبادته لا يضيع دقيقة من عمره.. وهم لا يكتفون بقدراته العلمية، بل يضمون إليها قدراته الأخلاقية التي لا يمكن أن يساويها ـ في تصورهم ـ أو يدانيها ما سطروه عن أنبياء الله تعالى.

ففي الوقت الذي يذكرون فيه أن أنبياء الله في صغرهم وشبابهم يرتكبون الكبائر والصغائر، بل يقعون في الكفر والشرك، نجدهم يقولون عن ابن تيمية ـ بلسان القرني ـ: (كان ابن تيمية من الصغر في عناية الله عز وجل وفي رعايته، فلا تعلم له صبوة، ولا تحفظ له عثرة، لم تنقل له زلة ؛ لأنه عاش في بيت إمامه وعلم وصيانة وديانة، فقد رباه


[1] على ساحل ابن تيمية، لعائض القرني، ص3، ببعض التصرف.

نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست