نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 56
أبوه المفتي الحافظ عبدا لحليم، وكان أعمامه
أيضاً من أهل الولاية لله عز وجل، فنشأ بين بيته الطاهر العفيف، وبيت الله العامر
المبارك، وحفظ كتاب من الصغر، وتعلم السنة وأخذ الآداب الإسلامية من أهل العلم،
وحفظه الله – الحافظ – عن تهور الشباب، وطيش الفتوة، ونزق الصبا، فعاش عفيفاً ديناً مقتصداً
صيناً رزيناً عاقلاً محافظاً على الفرائض، معتنياً بالسنن، كثير الأذكار والأوراد،بعيداً
عن اللهو وعن البذخ والسرف واللعب وكل ما يشين الرجال، وكل ما يخدش المروءة، وكل
ما يذهب الوقار ؛ فصار محل العناية من الأكابر، حتى كان يعرف إذا مر فيقال هذا ابن
تيمية ؛ لاشتهاره بين أقرانه بالجد والمثابرة وحب العلم والبراعة في التحصيل،
وسرعة الحفظ والذكاء، وجودة الخاطر وسيلان الذهن وقوة المعرفة) [1]
وليت القرني
وأمثاله من السلفية عندما يتحدثون عن الأنبياء عليهم السلام يتحدثون بهذه اللغة
الممتلئة بالمشاعر.. والتي تجعل من الأنبياء قدوة في أذهان الناس كما أراد القرآن
الكريم..
لكنا ـ للأسف
الشديد ـ لا نرى ذلك في كتبهم.. لأنهم يخافون أن يقع الناس في الشرك إن أحبوا
الأنبياء، وبالغوا في حبهم.. بينما لا يخافون عليهم الشرك إن أحبوا ابن تيمية،
وبالغوا في حبه، كما قال القرني متحدثا عنه: (ولا نشكوا تقصيراً في حبه – رحمه الله - لكنا نستغفر الله إن غلونا في التعلق به،
كيف ننسى أياديه البيضاء وكلما قلبنا سفراً فإذا هو بين صفحاته بعلمه وحكمته وفقهه
واستنباطه، وكلما حضرنا حواراً فإذا اسمه تتقاذفه الألسن، يتقاسمه المتحاورون، كل
فريق يقول: أنا أولى به؟!.. كيف لا نعيش معه وقد فرض علينا احترامه، وأمتعنا
بحضوره، وآنسنا بذكره الطيب؟ كيف لا نحب من