نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 72
لينشرها.
وسأذكر هنا
نموذجا عن ولي من أولياء الله وإمام من أئمة الدين اتفقت على ولايته الأمة جميعا،
لكن منهم من اكتفى بحبه، ومنهم من راح ينهل من علمه، ويستفيد من منهجه.
وهذا الإمام
هو الإمام علي الرضا، والذي رويت عنه مناظرة طويلة مع القائلين بالتخطئة، نسوقها
هنا باختصار، فقد سئل ـ حسبما تنص الرواية ـ: يا ابن رسول الله أتقول بعصمة
الأنبياء؟ قال: بلى، قال: فما تقول في قول الله عز وجل: (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ
فَغَوَى) وقوله عز وجل: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن
نَّقْدِرَ عَلَيْه)، وقوله في يوسف (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا)، وقوله
في داود (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاه)، وقوله في نبيه محمد (وَتُخْفِي
فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن
تَخْشَاهُ)
فقال الإمام
الرضا مخاطبا مناظره: (اتق الله ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش، ولا تؤول كتاب
الله برأيك، فان الله عز وجل يقول(وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)
ثم راح يجيبه
عن شبهاته، فقال: (واما قوله عز وجل فعصى آدم ربه فغوى فان الله عز وجل خلق آدم
حجة في ارضه وخليفة في بلاده ولم يخلقه للجنة وكانت المعصية من آدم في الجنة لا في
الأرض لتتم مقادير امر الله عز وجل فلما اهبط إلى الأرض جعل حجة وخليفة عصم بقوله
عز وجل (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ
عَلَى الْعَالَمِين).
واما قوله
عزّ وجلّ (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ
عَلَيْه) انما ظن أن الله عز وجل لا يضيق عليه الا تسمع قول الله عز وجل (وَأَمَّا
إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَه) اي ضيق عليه ولو ظن أن الله لا
يقدر عليه لكان قد كفر.
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 72