responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 77

33]

وإنما قال يوسف (ع) ذلك تواضعا لله وعبودية له، لأنه لا يملك من أمره شيئا.. ولذلك ألح على الله في أن يسجن حتى يضمن لنفسه الخلاص منهن..

وفي الآية الكريمة دليل على أن يوسف (ع) لم يتعرض لإغواء امرأة واحدة، بل تعرض لإغواء نساء كثيرات، ومع ذلك أصر على موقفه العظيم في مواجهة الفتنة.

وقد شهد له بهذا النبل وهذه الغيرة امرأة العزيز وجميع النسوة التي قمن بإغرائه، كما قال تعالى: ﴿قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52)﴾ [يوسف: 51، 52]

ولو أن يوسف (ع) أبدى ولو طرفا خفيفا من الإجابة لمطالبهن لما قلن هذا.. ولذكرن كل ما حصل منه.. ولما كان أصلا طلب من العزيز أن يدعوهن ليشهدن على ما حصل بالضبط، كما قال تعالى: ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: 50]

هذه هي الرؤية القرآنية، وهي نفس الرؤية التي تبناها القائلون بالعصمة المطلقة للأنبياء عليهم السلام، كما عبر عن لسانهم العلامة الطباطبائي بقوله ـ عند بيان أسرار العصمة التي واجه بها يوسف عليهم السلام تلك الفتنة العظيمة ـ: (فقد كان يوسف رجلاً، ومن غريزة الرجال الميل إلى النساء، وكان شاباً، بالغاً أشدّه، وذاك أوان غليان الشهوة وفوران الشبق، وكان ذا جمال بديع يدهش العقول ويسلب الألباب، والجمال والملاحة يدعوان إلى الهوى.. هذا من جانب، ومن جانب آخر كان مستغرقاً في النعمة وهنيء العيش، محبوراً بمثوى كريم، وذلك من أقوى أسباب التهوّس.. وكانت الملكة

نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست