نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 93
إسرائيل،
فأوصى صاحب البعث، فقال: إذا حضر العدو، فقرب فلانا بين يدي التابوت، وكان التابوت
في ذلك الزمان يستنصر به، ومن قدم بين يدي التابوت لم يرجع حتى يقتل أو يهزم عنه
الجيش، فقتل زوج المرأة ونزل الملكان على داود يقصان عليه قصته، ففطن داود فسجد،
فمكث أربعين ليلة ساجدا حتى نبت الزرع من دموعه على رأسه) [1]
وقد قام
الأموي السلفي الذي ألف كتابا حول [تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء]
ببيان التبريرات السلفية لهذه الاتهامات العظيمة الموجهة لنبي الله داود (ع).. وقد كان يمكنه بدل كل ذلك التكلف أن يرميها عرض
الجدار، ولكن الخوف من الرد على السلف جعلته يتكلف تكلفا ممقوتا.
وسنسوق هنا
ما قاله لنرى بأعيننا كيف يوجه السلفية الأمة أخلاقيا من خلال قصص الأنبياء.
وقد بدأ
الأموي تنزيهه لداود (ع) بقوله: (اعلموا أحسن الله إرشادنا وإياكم
أن كل من تكلم في هذه القصة بما صح في حق داوود (ع)، وبما لم يصح إنما بنوه على أس هذه الخمس كلمات التي هي ﴿أَكْفِلْنِيهَا﴾﴿وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾ و ﴿ لَقَدْ ظَلَمَكَ ﴾ و﴿لَيَبْغِي
بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾﴿ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ﴾ وهي بحمد الله
تخرج له على مذهب أهل الحق بأجمل ما ينبغي له وأكمله والله المستعان)[2]
ثم بدأ
بالتبريرات المرتبطة بكل واحدة من تلك الكلمات:
أما الأولى،
وهي ﴿أَكْفِلْنِيهَا﴾، فقد بررها بقوله: (فهذا بمعنى أنزل لي عنها
بطلاق وأتزوجها بعدك، وهذا من القول المأذون في فعله وتركه ومباح أن يقول الرجل
لأخيه أو صديقه: انزل لي عن زوجك، بإضمار إن شئت، وهذا بمثابة من يقول لصاحبه أو
أخيه: