نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 126
الأحاديث
الإرجائية الكثيرة التي ينشرونها، والتي تجعل الله ـ كما رأينا ذلك سابقا ـ يحثي
بكفيه من خلقه إلى الجنة من غير حساب ولا عدد.
ولم يكتف
السلفية بهذا أيضا، بل راحوا يكتفون من الرواة مجرد إعلانهم للإسلام، مع عدم ظهور
الفسق، مع حسن الظاهر، مع بعض الوقار الذي لا يهم فيه أن يكون متكلفا أو صحيحا،
والذي عبروا عنه بالمروءة.. مع شرط آخر أساسي، وهو أن يكون من أحباب المحدثين، لا
من أهل الأهواء، قال الحاكم
النيسابوري ( ت 405 هـ ): ( وأصل عدالة المسلم المحدث أن يكون مسلما لا يدعو إلى
بدعة، ولا يعلن من أنواع المعاصي ما تسقط عدالته)[1]
وقال الخطيب
البغدادي ( ت 436هـ ): (العدالة المطلوبة في صفة الشاهد والمخبر هي العدالة
الراجعة إلى استقامة دينه وسلام مذهبه وسلامته من الفسق وما يجري مجراه مما اتفق
على أنه مبطل للعدالة من أفعال الجوارح والقلوب المنهي عنها والواجب أن يقال في
جميع صفات العدالة، وقد علم مع ذلك أنه لا يكاد يسلم المكلف من البشر من كل ذنب)[2]
وقال السيوطي
(ت849هـ): (يشترط فيمن يحتج بروايته أن يكون عدلا ضابطا لما يرويه وفسر العدل بأن
يكون مسلما بالغا عاقلا فلا يقبل كافر أومجنون مطبق بالإجماع ومن تقطع جنونه وأثر
في زمن إفاقته .. ولا صغير على الأصح يقبل المميز ان لم يجرب عليه الكذب سليما من
أسباب الفسق وخوارم المروءة)[3]
وهكذا نجدهم
متفقون على أن أي شخص بهذه المواصفات البسيطة في أي بلد من بلاد