نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 127
الإسلام
يمكنه أن يروي ما يشاء، وتصبح روايته بعد ذلك حديثا لرسول الله k أو أثرا موقوفا.. ومهما يكن فإنها ستصبح دينا تكلف
الأمة على بكرة أبيها بالتدين به حتى لو خالف قرآنها وعقلها وكل القيم التي تؤمن
بها.
ولا يستغرب
من السلفية أن يقولوا هذا، وهم أنفسهم الذين جوزوا المعاصي بل الكفر على الأنبياء
عليهم الصلاة والسلام، وهل يمكن أن يشترطوا في الراوي من الشروط ما لم يشترطوه في
الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟
ولهذا فإنهم
نصوا على قبول رواية الفاسق الذي تاب من فسقه.. أو الكافر الذي غير دينه، وتحول
إلى الإسلام.. بشرط واحد فقط، وهو أن تكون له علاقة طيبة بأهل الحديث، وأن يكون
بعيدا عن التجهم والجهميين، بعيدا عن أي معارضة تقوم ضد السلطة.
ولهذا نرى في
واقعنا كيف يتحول الفاسق عند السلفية من مدمن مخدرات، ومرتكب لأبشع الجرائم بمجرد
توبته وإطالة لحيته وتقصير قميصه إلى علم من أعلام الدين ورمز من رموز السنة، تكال
له كل مكاييل الثناء المادية والمعنوية.
وهكذا خُدع
أسلاف السلفية بأمثال هؤلاء الذين يزينون ظاهرهم بما يتناسب مع أهواء المحدثين، ثم
يخترعون أي فكرة، ويضعون أي قصة، ثم يضعون معها إسنادا مناسبا ليفسروا به القرآن
والدين والحياة.
بل إن
المحدثين ـ وحرصا على التشجيع على كثرة الرواية ـ تساهلوا في الكثير من الشروط
التي وضعوها، يقول العراقي (ت806هـ): (.. الذين لم يشترطوا على الإسلام مزيداً لم
يشترطوا ثبوت العدالة ظاهرا، بل اكتفوا بعدم ثبوت ما ينافي العدالة فمن ظهر منه ما
ينافي العدالة لم يقبلوا شهادته ولا روايته، وأما من اشترط العدالة وهم أكثر
العلماء
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 127