وقال ابن عبد
البر(ت463هـ): (كل حامل علم معروف العناية به فهو عدل محمول في أمره أبدا على
العدالة حتى تبين جرحه)[2]
وقال ابن
حبان: (العدل من لم يعرف منه الجرح ضد التعديل، فمن لم يعلم بجرح عنهم وإنما كلفوا
الحكم بالظاهر من الأشياء غير المغيب عنهم)[3]
وقال الخطيب
: (العدل هو من عرف بأداء فرائضه ولزوم ما أمر به، وتوقي ما نهي عنه، وتجنب
الفواحش المسقطة، وتحرى الحق والواجب في أفعاله ومعاملاته، والتوقي في لفظه مما
يثلم الدين والمروءة، فمن كانت هذه حاله فهو الموصوف بأنه عدل في دينه، ومعروف
بالصدق في حديثه)[4]
بل إنه اعترض
على بعضهم عندما عرف العدالة بقوله: (إنها ملكة تحمل على ملازمة التقوى والمروءة)[5]، بأن ذلك غير صحيح لكونه (تشديدا لايتم وجوده إلا في
حق المرسلين المعصومين، وإن هذا ليس معنى العدالة لغة.. وأن العدل : هو المتوسط في
الأمور، الذي يغلب خيره على شره، ويطمئن القلب إلى خبره)[6]
ومن عجائب
الاستدلالات على هذا التيسير والتخفيف استدلالاهم بقوله: (الله سبحانه وتعالى وصف
أمه محمد k بالوساطة وهي العدالة، فصار المسلم عدلا لا يحتاج
الى سؤال عنه عملا بنص القرآن، كما استدلوا بقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ
[1] ) التقييد والإيضاح لما أطلق وأغلق من مقدمة ابن
الصلاح،1/136.