responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 148

وضربوا مثلا آخر على ذلك (براكب بهيمة طالب للصيد يكون معه كلب وعين من قطاع الطريق، فالراكب هو العقل، والبهيمة هي الشهوة، والكلب هو الغضب، والعين هو القوة الوهمية التي هي من جواسيس الشيطان، فإن كان الكل تحت سياسة الراكب فعل ما يصلح للكل ونال ما بصدده، وإن كانت الغلبة والحكم للبهيمة أو الكلب لهلك الراكب بذهابه معهما فيما لا يصلح له من التلال والوهاد، واقتحامه في موارد الهلكات وإن كان الكل تحت نهي العين وأمره، وافتتنوا بخدعه ومكره لأضلهم بتلبيسه عن سواء السبيل حتى يوصلهم إلى أيدي السارقين.وكذلك لو كانت القوى بأسرها تحت إشارة العقل وقهرها وغلب عليها وقعت لانقيادها له المسالمة والممازجة بين أكل، وصار الجميع كالواحد، لأن المؤثر والمدبر حينئذ ليس إلا قوة واحدة تستعمل كلا منها في المواضع اللائقة والأوقات المناسبة، فيصدر عن كل منها ما خلق لأجله، على ما ينبغي من القدر والوقت والكيفية، فتصلح النفس وقواها)[1]

انطلاقا من هذا التحليل للنفس الإنسانية وأنواع القوى الموجودة فيها، نرى من خلال الأدلة الكثيرة التي سنسوق بعضها هنا غلبة القوة الوهمية على القوة العقلية في النفس السلفية.. كما سنرى في الفصل التالي غلبة القوة البهيمية على هذه النفس حين فسرت الدين تفسيرا حسيا، وجعلت كل همها من الحياة الحصول على النعيم الحسي في الآخرة.. كما غلبت القوة السبعية على هذه النفس ـ كما سنرى في الفصل السادس من هذا الكتاب ـ حين راحت تمارس كل أصناف التكفير والتضليل والتبديع والعنف باسم الدين، وهي في الحقيقة لم تفعل ذلك إلا من السبع الذي يسكن عقلها وقلبها وجميع لطائفها.


[1] جامع السعادات (ج1، ص 55)

نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست