نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 157
أن نفهمه
النار فإذا قاساه فهمناه إياه بالتشبيه بأشد ما قاساه وهو ألم النار، وكذلك إذا
أدرك شيئا من اللذات فغايتنا أن نفهمه الجنة بالتشبيه بأعظم ما ناله من اللذات وهي
المطعم والمنكح والمنظر فإن كان في الجنة لذة مخالفة لهذه اللذات فلا سبيل إلى
تفهيمه أصلا إلا بالتشبيه بهذه اللذات فكيف يتعجب المتعجبون من قولنا: لم يحصل أهل
الأرض والسماء معرفة من الله تعالى إلا على الصفات والأسماء ونحن نقول لم يحصلوا
من الجنة إلا على الصفات والأسماء وكذلك في كل ما سمع الإنسان اسمه وصفته وما ذاقه
وما أدركه ولا انتهى إليه ولا اتصف به)[1]
لكن العقل
السلفي لا يرضى بالاكتفاء بالتعقل، بل يحتاج ليؤمن إلى التوهم والتصور والتخيل،
فلذلك راح يرسم في كتبه العقدية صورا كثيرة لعالم الملائكة يمكن لأي رسام ماهر أن
يرسمها بدقة، بل يمكن للنحاتين أن يصنعوا منها تماثيل تصور الوثنية السلفية بصورة
دقيقة..
ومن الروايات
التي رووها في ذلك ما رووا عن العباس بن عبد المطلب قال: كنا بالبطحاء في عصابة
فيهم رسول الله a، فمرت سحابة، فقال:
تدرون ما هذه، قالوا: سحاب، قال: والمزن، قا لوا: والمزن، قال: والعنان، ثم قال:
تدرون كم بعد ما بين السماء والأراضين، قالوا: لا، قال: إما واحدة أو اثنتين أو ثلاث
وسبعين سنة، ثم السماء فوق ذلك، حتى عد سبع سموات، ثم فوق السابعة بحر بين أعلاه
وأسفله مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك كله ثمانية أملاك أوعال، ما بين
أظلافهم إلى ركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء،، ثم فوق ظهورهم العرش بين أعلاه
وأسفله مثل ما بين سماء إلى سماء، والله تعالى فوق ذلك)[2]