نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 158
وعلى الرغم
من الغرابة الشديدة لهذا الحديث إلا أن ابن تيمية انتصر له انتصارا شديدا، ومما
قاله في الانتصار له: (إن هذا الحديث قد رواه إمام الأئمة ابن خزيمة في كتاب
التوحيد الذي اشترط فيه أنه لا يحتج فيه إلا بما نقله العدل عن العدل موصولا إلى
النبي a، والإثبات مقدم على النفي،
والبخاري إنما نفى معرفة سماعه من الأحنف، ولم ينف معرفة الناس بهذا، فإذا عرف
غيره كإمام الأئمة ابن خزيمة ما ثبت به الإسناد، كانت معرفته وإثباته مقدما على
نفي غيره وعدم معرفته)[1]
بل انتصر له
كل المعاصرين، يقول ابن جبرين: (فهذا
وما أشبهه مما أجمع السلف على نفله وقبوله ولم يتعرضوا لرده ولا تأوله ولا تشبيهه
ولا تمثيله)[2]
بالإضافة إلى
هذا، فقد نقلوا في روايات أخرى أن حملة العرش كانو بصور أخرى.. وهي (ملك في صورة رجل، وملك في صورة ثور،
وملك في صورة أسد، وملك في صورة نسر)، ورووا عن رسول
الله k أنه قال: (إن في حملة العرش أربعة أملاك:
ملك على صورة سيد الصور وهو ابن آدم، وملك على صورة سيد السباع وهو الأسد، وملك
على صورة سيد الأنعام وهو الثور، قال: فما زال غضبان مذ يوم العجل إلى ساعتي هذه،
وملك على صورة سيد الطير وهو النسر)[3]
بل إنهم
يصورون لوهمهم كيف خلق الله الملائكة، فيروون عن عبد الله بن عمرو الكيفية التي
خلقت بها الملائكة قوله ـ بلغة تجسيمية وثنية ـ : (خلق الله عز وجل الملائكة من
نور، وينفخ في ذلك، ثم يقول: ليكن منكم ألف ألفين، فإن من الملائكة
[1]
الفتاوى (3/192)، ومثله مال تلميذه ابن
القيم إلى تصحيحه، انظر: تهذيب التهذيب: (7/ 92، 93)