نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 161
وهم يبالغون
فيما يسمونه صفات كمال، حيث أنهم لا يكتفون منها بما ورد في الأسماء الحسنى، بل
إنهم يحتقرون ذلك، لأن المشركين يشاركونهم فيه، وهم يستدلون بأقوال سلفهم على
إيمان المشركين بتلك الكمالات التي يسمونها كمالات معنوية، كما رووا عن مجاهد في
تفسير قوله تعالى:﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ
مُشْرِكُونَ﴾ [يوسف: 106]: (الله خالقنا ويرزقنا ويميتنا، فهذا إيمان مع
شرك عبادتهم غيره)[1]، وقال قتادة: (إنك لست تلقى أحداً إلا
أنبأك أن الله ربه وهو الذي خلقه ورزقه وهو مشرك في عبادته) [2]، وقال ابن زيد: (ليس أحد يعبد مع الله
غيره إلا وهو مؤمن بالله، ويعرف أن الله ربه وأن الله خالقه ورازقه، وهو يشرك به.
ألا ترى كيف قال إبراهيم عليه السلام: ﴿ قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ
تَعْبُدُونَ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا
رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الشعراء: 75-77]، وقد عرف أنهم يعبدون رب العالمين
مع ما يعبدون، قال: فليس أحد يشرك به إلا وهو مؤمن به. ألا ترى كيف كانت العرب
تلبي تقول: (لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك،
المشركون كانوا يقولون هذا) [3]
فهم بدل أن
يحملوا هذه النصوص وغيرها على كون هذا الاعتقاد فطريا، وأن الإيمان بهذه المعاني
متفق عليه عند البشر جميعا حتى المشركين منهم إلا أننا نراهم يحتقرون هذا النوع من
التوحيد، لكون المشركين يشاركونهم فيه.
ولهذا نراهم
يركزون بدله على ما يسمونه توحيد الألوهية، والذي من خلاله يكفرون القائلين
بالتوسل والاستغاثة وزوار الأضرحة ونحو ذلك.
ويركزون كذلك
على توحيد الصفات .. أو الصفات المرتبطة بالذات سواء كانت