responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 170

ذلك، وقال: كيف يكون خالقي أنقص مني؟ أفيكون مقصوص الجناح أو يكون زمنا لا يقدر على الطيران؟ أو يكون لي آلة وقدرة لا يكون له مثلها وهو خالقي ومصوري؟)[1]

ثم علق عليه بقوله: (وعقول أكثر الخلق قريب من هذا العقل، وإن الإنسان لجهول ظلوم كفار ولذلك أوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه لا تخبر عبادي بصفاتى فينكروني، ولكن أخبرهم عني بما يفهمون) [2]

ولهذا نرى معاناة المتكلمين مع هذا النوع من العقول، كما روى محمد بن طاهر المقدسي ـ متفاخرا ـ أن الشيخ أبا جعفر الهمداني حضر مجلس المتكلم الكبير أبي المعالي الجويني المعروف بـ (إمام الحرمين)، (وهو يتكلم في نفي صفة العلو، ويقول: كان الله ولا عرش، وهو الآن على ما كان، فقال الشيخ أبو جعفر: يا أستاذ دعنا من ذكر العرش- يعني: لأن ذلك إنما جاء في السمع- أخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا، فإنه ما قال عارف قط: يا ألله، إلا وجد من قلبه ضرورة تطلب العلو، لا يلتفت يمنة ولا يسرة، فكيف تدفع هذه الضرورة عن قلوبنا، قال: فلطم أبو المعالي على رأسه، وقال: حيرني الهمداني، حيرني الهمداني)[3]

وهم يذكرون هذا بفخر كبير، ويتصورون أن الهمذاني انتصر على الجويني، وأن لطمه لرأسه دليل على ذلك الانتصار..

وهم يؤسسون لهذا دليلا عقليا آخر يسمونه دليل الفطرة، والذي عبر عنه ابن تيمية بقوله: (علو الخالق على المخلوق وأنه فوق العالم، أمر مستقر في فطر العباد، معلوم لهم بالضرورة، كما اتفق عليه جميع الأمم، إقرارا بذلك، وتصديقا من غير أن يتواطئوا على


[1] إحياء علوم الدين (4/ 434)

[2] إحياء علوم الدين (4/ 434)

[3] مجموع الفتاوى: (4/ 44، 61)، شرح العقيدة الطحاوية: ص 325، 326.

نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست