responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 193

بدل أن تكون وسيلة لتغذية الروح، والتواصل مع الله، وامتلاء الحياة بجميع القيم النبيلة بسبب الحرص عليها وأدائها بالصفة التي أمر بها الله تعالى، كما قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [المؤمنون: 1، 2]، وقال: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ [طه: 14]، وقال: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت: 45]

إلا أنها تحولت في أيدي السلفية إلى مجرد رسوم وطقوس، يتصورون من خلالها كبرا وغرورا أنهم وحدهم المستأثرون بكيفية صلاة النبي k، حتى كتبوا في ذلك كتبا كثيرة، وأثاروا فتنا في المساجد بسببها، يدعون أن صلاتهم هي صلاة سنة، وصلاة غيرهم صلاة بدعة.

وقد أشار k إلى هذه الخصلة فيهم إشارة صريحة، فقال: « يخرج قوم من أمتي يقرأون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرأون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم)[1]

فهذا الحديث يشير إلى تلك المبالغات في المظاهر التعبدية في نفس الوقت الذي ينشغلون فيه عن حقائق العبادة وجوهرها.

وفي قوله k في الحديث:( يقرأون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء)، وقوله في حديث آخر : (يخرج قوم من أمتي في آخر الزمان أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم)[2] إشارة إلى مبالغاتهم في أحكام الترتيل والتشدد مع الغنة والمدود، متناسين الحقائق القرآنية


[1] مسلم 2/ 748 وأبي داود 5/ 125 وأحمد 1/ 91 و 92 والنسائي في الكبرى 5/ 163.

[2] البخاري 6 / 172، ومسلم رقم (1063)

نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست