نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 194
العظيمة التي
يحاربونها بسلوكهم.
وهكذا نجد
شأنهم في جميع أحكام الشريعة.. فهم في المسائل التي أتاحت الشريعة فيها الكثير من
الحرية للناس حتى لا تضيق الحياة بهم، نراهم يضيقون عليها، فيفرضون عليهم مظاهر
معينة يلزمونهم بها إلزاما شديدا، وكأن الدين مختصر في لحية وقميص وعباءة ونقاب ..
وغيرها.
وهكذا نجد
موقفهم من الجوانب الاجتماعية التي اختصرت عندهم في بعض الرسوم السطحية التي يخصون
بها أصحابهم .. أما غيرهم، فمقتضى الولاء والبراء الذي استخدمه الشيطان للتفريق
بين المؤمنين يدعوهم إلى ممارسة كل الرذائل الأخلاقية معهم باسم الدين وباسم رسول
الله k رحمة الله للعالمين.
حتى أنهم وفي
معاملاتهم مع غير المسلمين الذين أمرنا بأن نحسن إليهم، بل ندفع من أموالنا ما
يؤلف قلوبهم، نراهم يدعون إلى ممارسة كل أنواع الإساءت معهم بدل تلك الرحمة
والسماحة التي نص عليها القرآن الكريم.
ومن الأمثلة
على ذلك ما يتداوله السلفية بينهم من كتب ابن تيمية التي نسخوا بها الشريعة السمحة وهي رسالة تحت
عنوان (مسألة في الكنائس)، أجاب فيها على سؤال هذا نصه: (ما تقول السادة العلماء
في الكنائس التي بالقاهرة وغيرها التي أغلقت بأمر ولاة الأمور، إذا ادعى أهل
الذمة: أنها غلِّقت ظلماً، وأنهم يستحقون فتحها، وطلبوا ذلك من ولي الأمر .. فهل
تقبل دعواهم؟ وهل تجب إجابتهم أم لا؟!)[1]
وقد أجاب ابن تيمية على هذه المسألة بقوله: (أما دعواهم أن المسلمين
ظلموهم في إغلاقها فهذا كذبٌ مخالفٌ لأهل العلم، فإن علماء المسلمين من أهل
المذاهب