نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 203
آخرها
مشغولا بالتفكير في حساب معاملاته في السوق إلا عند التكبير وهذه الصلاة لا تنفع
في الآخرة كما أن القول باللسان في الإسلام لا ينفع ولكن الفقيه يفتي بالصحة أي أن
ما فعله حصل به امتثال صيغة الأمر وانقطع به عنه القتل والتعزير فأما الخشوع
وإحضار القلب الذي هو عمل الآخرة وبه ينفع العمل الظاهر لا يتعرض له الفقيه)[1]
ثم حكى عن
صلاة السلف الصالح الذين يتاجر بهم السلفية، فروى عن الإمام علي بن أبي طالب أنه
كان إذا حضر وقت الصلاة، يتزلزل ويتلون وجهه، فقيل له: مالك يا أمير المؤمنين
فيقول: (جاء وقت أمانة عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها
وأشفقن منها وحملتها)[2]
وروى عن علي
بن الحسين أنه كان إذا توضأ اصفر لونه فيقول له أهله: ما هذا الذي يعتريك عند
الوضوء؟ فيقول: (أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم؟)[3]
أما صلاة
رسول الله k وخشوعها وعروجه إلى الله فيها،
فلا يمكن التعبير عنه ولا وصفه.. بل لا يمكن لأي كتاب من كتب الدنيا أن يحيط به.
بالإضافة إلى
هذا رد الغزالي على هذه المنهج الحسي في التعامل مع الصلاة، بأن تلك الحركات، مهما
دقت لا تساوي شيئا أمام حركة القلوب بالخشوع والتقوى، يقول في ذلك: (.. أما الصلاة
فليس فيها إلا ذكر وقراءة وركوع وسجود وقيام وقعود، فأما الذكر فإنه مجاورة
ومناجاة مع الله عز وجل فإما أن يكون المقصود منه كونه خطابا ومحاورة أو المقصود
منه الحروف والأصوات امتحانا للسان بالعمل، كما تمتحن المعدة بالإمساك في الصوم،
وكما يمتحن البدن بمشاق الحج .. ولا شك أن هذا القسم