نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 234
بل إن الله
تعالى يبادل عباده المؤمنين المتقين حبهم له بحبه لهم، كما قال تعالى:
﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً
كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾ (الصف: 4)، وقال: ﴿ بَلَى مَنْ
أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [آل
عمران: 76]، وقال: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران:
146]، وغيرها من الآيات الكريمة التي تصور محبة الله لعباده، ومحبتهم له.
وهكذا نجد في
السنة المطهرة اعتبار محبة رسول الله k
من المميزات الكبرى التي يتميز بها المؤمن الصادق الصالح، كما روي أن رجلا جاء رجل
إلى النبي a فقال: يا رسول الله: إنك لأحبُّ إلي من
نفسي، وإنك لأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك، فما أصبر حتى آتي فأنظر
إليك، وإذا ذكرتُ موتي وموتك وعرفتُ أنك إذا دخلتَ الجنة رُفعتَ مع النبيئين، وإني
إذا دخلتُ الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يردَّ النبي a
حتى نزل جبريل بهذه الآية: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ
فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ
وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ
رَفِيقًا﴾ [النساء: 69][1]
وقد أخبر k عن بعض علامات من يحبه ممن لم يعش في زمانه، فقال:
(إن أشدَّ أمتي لي حبا قوم يكونون أو يجيئون، وفي رواية - يخرجون بعدي- يود ّأحدهم
أنه أعطى أهله وماله وأنه رآني)[2]، وقال: (ليأتين على أحدكم زمان لأن يراني
أحبُّ إليه من مثل أهله وماله)[3]
[1]
حديث حسن أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه الطبراني في الأوسط والصغير
وحسنه ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عمران العابدي وهو ثقة. انظر أسباب
النزول للإمام السيوطي ص 128..