وهكذا نرى
علما آخر يتقمص شخصية البربهاري وابن بطة ومتشددي السلف، وهو المحدث السلفي الكبير
(مقبل بن هادي الوادعي)، الذي كتب عن الغزالي يقول: (محمد الغزالي لو كان في عصر الإمام أحمد لـحَكَمَ عليه
بالزندقة، الإمام أحمد قيل له كما في مقدمة ( معرفة علوم الحديث ) قيل له : إن أبي
قتيلة يسخر من المحدثين، فقام الإمام أحمد ينفض ثيابه ويقول: (هذا زنديق، هذا زنديق،
هذا زنديق)، ما ظنك بمن يسخر من حديث رسول الله k فهذا لو كان في زمان الإمام أحمد لـحُكِمَ
عليه بالزندقة)
ثم ذكر
الحملة الشديدة التي شنها السلفية عليه، وتأثيرها فيه، فقال: (وإنني أحمَدُ الله سبحانه
وتعالى فقد قام أهل السنَّة بِحَملة عليه وأصبح مسكينا، يدافع عن نفسه ويتقهقه.. ما
قلت كذا وكذا .. أنا ما قلت.. وهكذا بعدما كان يضحك على الناس يأتي بالكلمة ويضحك بعدها
على طلبة العلم المصريين الأفاضل الذين يتمسكون بالسنَّة، فالحمد لله كُتبٌ قيِّمَة
رُدَّت رأيت كتاباً لأخينا في الله سليمان العودة، وآخر أيضا لصالح بن عبد العزيز آل
الشيخ، وأُخبِرت أن الأخ ربيع بن هادي أخرج كتابا في الرد عليه، احترق، المهم احترق
محمد الغزالي، ما يهمني أنه ألف كتاب ( السنَّة بين أهل الفقه وأهل الحديث )، كنت وحدي
أتصارع معه، كنت وحدي أتصارع معه من أجل ماذا ؟! .. من أجل ( هموم داعية )، و( دستور
الوحدة الثقافية ) فلما أخرج هذا الكتاب قام من هو خير منّي وأقدر على دين الله منّي)[2][3] اهـ
وهكذا علق
عليه الشيخ المحدث الكبير محمد
ناصر الدين الألباني، فقد قال في
[1]
كشف موقف الغزالي من السنَّة وأهلها ونقد بعض آرائه ( ص4-6 )