نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 39
صحبته
الطويلة لرسول الله a لم يكن يعرف
أسماءهم.. أو ليس من الممكن ـ عقلا وشرعا ـ أن يكون بعضهم قد روى عن رسول الله a تلك الروايات التي صورت الله تعالى بأنه شاب أمرد،
وصورت الأنبياء صعاليك ومجرمين وكفرة..، ثم يأتي العقل السلفي ليأخذ دينه من
النفاق، بحجة أن الراوي صحابي، والصحابة كلهم عدول، حتى لو كانوا فسقة.
بل إن القرآن
الكريم ذكر عن ضعف إيمان الكثير منهم، للدرجة التي كانوا يتخاذلون فيها عن دعوة
رسول الله a لهم في أي أمر يحتاجه، كما قال
تعالى: ﴿وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ
غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ
شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا
يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا
هَاهُنَا﴾ [آل عمران: 154]، وقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا
مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ
بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ
حَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 155]
فهل يمكن
اعتبار أمثال هؤلاء قدوة للمؤمنين في جميع الأجيال؟
بل إن
القرآن الكريم ذكر ترك الكثير منهم لرسول الله a في أمر أدنى بكثير من الجهاد، ولا يكلفهم
شيئا، فقد تركوه a وهو يخطب يوم
الجمعة، ليلاقوا القافلة، كما صور ذلك قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَوْا
تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا
عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾
[الجمعة: 11]
هذا هو تصوير
القرآن الكريم لذلك الجيل الذي يريد العقل السلفي أن يعتبره الجيل المفضل
والقدوة.. بل إن السلفية يعتبرون كل من كان في ذلك الجيل من الفسقة والظلمة
والمستبدين أفضل من كل أولياء الأمة في كل عصورها.. ولست أدري ما هي الموازين
العادلة التي سوغت ذلك؟
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 39