responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 41

مصباح من مصابيح الإسلام، لكن هذا المصباح سطع إلى جانب أربع شموس ملأت الدنيا بأنوارها فغلبت أنوارها على نوره)[1]

وهكذا تحول معاوية عند العقل السلفي إلى مصباح من مصابيح الإسلام التي يمكن لأي حاكم وظالم ومستبد أن يهتدي بنورها، ولا عليه إذا ما أنكر عليه أحد من الناس أن يخبر بأنه يستن في ذلك بسنة معاوية.

وبذلك قضى العقل السلفي على النظام السياسي الإسلامي بسبب هذه المغالطات الكبيرة التي تخالف القرآن والعقل .. بل تخالف كل منطق في الدنيا..

وسبب ذلك كله هو غرقه في التجسيم والحس، فلذلك تصور أن الصحبة الحسية هي الأصل، ولم يعلم أن الصحبة الحقيقية هي صحبة الروح والعقل والمشاعر، والتي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14)﴾ [الحديد: 13، 14]

فهذه الآية الكريمة تنفي ذلك المفهوم الحسي الذي يطرحه العقل السلفي لمعنى المعية والصحبة.. فالمعية معية الروح، لا مجرد معية الجسد، التي لا تكليف فيها، ولا تعب معها.

ولهذا فإن استدلال العقل السلفي بقوله تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ [الفتح: 29] على أولوية القرون الأولى، لا ينسجم مع مفهوم القرآن الكريم للمعية.


[1] حاشية محب الدين الخطيب على كتاب العواصم من القواصم ( ص 95)

نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست