نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 75
(غسان)، وكان
في مجلسه سبعة مستملين يبلغ كل واحدٍ منهم صاحبه الذي يليه، وكتب الناس عنه قيامًا
بأيديهم المحابر، ثم مسحت الرحبة، وحسب من حضر بمحبرة فبلغ ذلك نيَّفًا وأربعين
ألف محبرة سوى النظارة، قال ابن سلم: وبلغني أن أبا مسلم كان نذر أن يتصدَّق - إذا
حدَّث - بعشرة آلاف درهم، قال الذهبي: (هذه حكاية ثابتة رواها الخطيب في تاريخه)[1]
وورد في
ترجمة الحسن بن عيسى بن ماسرجس (توفي 240 هـ) وكان قبل إسلامه من رؤساء النصارى، أنه
(رحل في طلب العلم ولقي المشايخ.. وعُدَّ في مجلسه بباب الطاق اثنا عشر ألف محبرة)[2]
ولسنا ندري
ما الذي كان يميله هذا النصراني الذي أسلم، وهل كان يشبه ما كان يرويه كعب الأحبار
ووهب بن المنبه أم كان يختلف عنهما؟
وهكذا نجد في
ترجمة الفريابي، الذي تحدثنا عن كتابه القدر في كتاب [السلفية والوثنية المقدسة]،
أنه كان في مجلسه من أصحاب المحابر من يكتب حدود عشرة آلاف إنسان، قال أبو أحمد بن
عدي: (كنا نشهد مجلس جعفر الفريابي، وفيه عشرة آلاف أو أكثر، وكان الواحد يحتاج أن
يبيت في المجلس؛ ليجد مع الغد موضعًا)[3]
ومما يمكن
اعتباره من الأسباب ما عبر عنه الوزير ابن العميد بقوله: (ما كنت أظن أن في الدنيا
حلاوةً أَلَذّ من الرئاسة والوزارة التي أنا فيها؛ حتى شاهدتُ مذاكرةَ سليمان بن
أحمد الطبراني وأبي بكر الجعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلب الجعابي بكثرة حفظه،
وكان الجعابي يغلب الطبراني بفطنته وذكاء أهل بغداد، حتى ارتفعت أصواتها،